من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
ظل
"1"
"1"
شَيْءٌ يَدُورُ حَوْلِي؛ كَظِلٍّ يَتَسَاقَطُ مِنْ مِصْبَاحٍ،
أَوْ كَخَيَالٍ يَرْسُمُهُ ظِلٌّ مختطَفُ من شَمْسٍ!
يَسْأَلُنِي: أَأَنْتَ، أَنْتَ؟
أَقُولُ: وَهَلْ أَنْتَ، أَنْتَ؟!
يَدُورُ حَوْلِيٌّ، أَلُفُّ رَأْسَي وَأَلْتَفُّ، أَبَحْثُ عَنْهُ فِي مَسَاحَةِ ضَوْءٍ، أُدْرِكُ بِأَنَّهُ رَحَلْ
أَخَافُ عَلَيْهِ، إِلَى حَدِّ وَحَدَّتِي مَعَ ذَاتِيٍّ، أَبَحْثُ عَنْهُ فِي مَسَاحَةِ ظِلٍّ تَقَعُ بَيْنَ عَتَمَةٍ وَنُورٍ.
يَِخرجُ كَزِئْبَقٍ لَزِجٍ، وَكَسَرْوَةٍ مَمْصُوصَةِ الْقَوَامَ!
أَسَأَلُهُ عَنْ شَكْلِهِ الْمُسَطَّحِ بِلَا أَبْعَادٍ، عَنْ مَكَانِ إقَامَتِهِ، وَعَنْ سَمِيرٍ وَسَمِيرٍ.
يِئِنُّ، يَسْعَلُ، يَجُنُّ، يَطِيرُ، يَبْكِي...
فَأُشْفِقُ عَلَيْهِ !
(2)
يَسْأَلُنِي عَنْ شَكْلِي الْمُجَسَّمِ وَالْمُجَسَّدِ، وَيَسْأَلُ عَنْ وَطَنِيِّ؛
عَنْ شَكْلِ اللَّوْزِ وَالرُّمَّانِ، عَنْ صَخْرَةٍ مَلْسَاءَ، بِلَا وَجِهِ، بِلَا شَكْلٍ،
تَبْحَثُ عَنْ تَقَاسيمِهَا فِي مُعْجَمِ التَّقَاسيمِ وَالْمُفْرَدَاتِ!
أَغُصُّ كَغُصْنٍ مَبْتُورٍ! أَدَمَعُ، أَحْزَنُ، أَشَجَنُ، أَدَوْرُ فِي ذَاتِيٍّ،
حَوْلَ ذَاتِيٍّ، عَلَى ذَاتِيِّ؛ كَعَاصِفَةٍ تَأْكُلُ وَتُؤْكَلُ!
أَذَوْبُ، أَتَلَاشَى!
(3)
يَدُورُ حَوْلِي!
أَبَحْثُ عَنْهُ مَرَّةً أُخْرَى؛ فِي وَطَنٍ، فِي حَلِيبِ اللَّوْزِ، فِي صَخْرَةٍ هَرَبَتْ مِنْ شَكْلِهَا، بَيْنَ ظِلٍّ نِصْفُهُ مَيْتٌ، وَنِصْفُهُ حَيٌ!
أَلْمَحُهُ مِنْ بَعيدٍ، أَسَأَلُهُ: أَأَنْتَ الَّذِي كَانَ يَسْأَلُنِي عَنْ وَطَنٍ؟
أَرَاهُ يَتَشَقَّقُ، يَتَحَلَّلُ، يَتَكَسَّرُ، يَتَفَتَّتُ، يَتَشَظَّى؛َكموْتٍ عَابِرٍ فِي الزَمَنِ.
(4)
شَيْءٌ يَدُورُ حَوْلِي!
أَرَاهُ حِيْنًا، وَحِيْنًا لَا أَرَاهُ.
أَطَارِدُهُ، أَلَهَثُ، أَشْرَقُ، أَهْرُبُ، أَتَرَاجُعُ
أَتَخْفَى، يَتَخَفَّى، أَسْقُطُ، يَسْقُطُ، أَنْهَضُ، يَنْهَضُ.
يَتَلَاشَى كَدَمْعَةٍ، أَتَلَاشَى كَعَبْرَةٍ، نَنْدَمِجُ فِي التَّلَاشِي؛ كَغَيْمَةٍ مُلَقَّحَةٍ بِالدُّخَانِ!
مأمون أحمد مصطفى
يَسْأَلُنِي عَنْ شَكْلِي الْمُجَسَّمِ وَالْمُجَسَّدِ، وَيَسْأَلُ عَنْ وَطَنِيِّ؛
عَنْ شَكْلِ اللَّوْزِ وَالرُّمَّانِ، عَنْ صَخْرَةٍ مَلْسَاءَ، بِلَا وَجِهِ، بِلَا شَكْلٍ،
تَبْحَثُ عَنْ تَقَاسيمِهَا فِي مُعْجَمِ التَّقَاسيمِ وَالْمُفْرَدَاتِ!
أَغُصُّ كَغُصْنٍ مَبْتُورٍ! أَدَمَعُ، أَحْزَنُ، أَشَجَنُ، أَدَوْرُ فِي ذَاتِيٍّ،
حَوْلَ ذَاتِيٍّ، عَلَى ذَاتِيِّ؛ كَعَاصِفَةٍ تَأْكُلُ وَتُؤْكَلُ!
أَذَوْبُ، أَتَلَاشَى!
(3)
يَدُورُ حَوْلِي!
أَبَحْثُ عَنْهُ مَرَّةً أُخْرَى؛ فِي وَطَنٍ، فِي حَلِيبِ اللَّوْزِ، فِي صَخْرَةٍ هَرَبَتْ مِنْ شَكْلِهَا، بَيْنَ ظِلٍّ نِصْفُهُ مَيْتٌ، وَنِصْفُهُ حَيٌ!
أَلْمَحُهُ مِنْ بَعيدٍ، أَسَأَلُهُ: أَأَنْتَ الَّذِي كَانَ يَسْأَلُنِي عَنْ وَطَنٍ؟
أَرَاهُ يَتَشَقَّقُ، يَتَحَلَّلُ، يَتَكَسَّرُ، يَتَفَتَّتُ، يَتَشَظَّى؛َكموْتٍ عَابِرٍ فِي الزَمَنِ.
(4)
شَيْءٌ يَدُورُ حَوْلِي!
أَرَاهُ حِيْنًا، وَحِيْنًا لَا أَرَاهُ.
أَطَارِدُهُ، أَلَهَثُ، أَشْرَقُ، أَهْرُبُ، أَتَرَاجُعُ
أَتَخْفَى، يَتَخَفَّى، أَسْقُطُ، يَسْقُطُ، أَنْهَضُ، يَنْهَضُ.
يَتَلَاشَى كَدَمْعَةٍ، أَتَلَاشَى كَعَبْرَةٍ، نَنْدَمِجُ فِي التَّلَاشِي؛ كَغَيْمَةٍ مُلَقَّحَةٍ بِالدُّخَانِ!
مأمون أحمد مصطفى
