الغريبة
عضو مشاغب
كلام مكذوب في معنى كلمه الرحمن؟
كلام مكذوب
(كل كلمة على وزن فعلان تزول بزوال أسبابها)
أو (كلمة الرحمن ترعب العرب)
الكلام الباطل المكذوب هو:
في لقاء متلفز مع لغوي لبناني قال: إن مستشرقاً إنجليزياً سأله ..
أتعرف لماذا يوجب الله أن تبدأ تلاوتك ب
*بسم الله الرحمن الرحيم*
ولماذا لم يكتفِ بكلمة الرحمن فقط ...؟
يقول اللغوي لم أستطع أن أجيبه فأجاب هو المستشرق الإنجليزي.
فقال: إن كلمة الرحمن على وزن فعلان ..
وكل كلمة في اللغة العربية على هذا الوزن تزول بزوال أسبابها؛ فمثلا ...
*جوعان* يزول الجوع بتناول الطعام ..
*تعبان* يزول التعب بالراحة ...
*عطشان* يزول العطش بشرب الماء ...
ومثلها نعسان . سكران . زعلان . ... إلخ
ولذلك يرتعب العربي عندما يقرأ الرحمن فقط لأنها قد تنتهي لزوال أسبابها .
فيسرع الله عز وجل ليزرع الطمأنينة في قلبه بكلمة الرحيم.
فتنتقل نفس المؤمن من الخوف الى الإحساس
بالأمان والطمأنينة والثقة برحمة الله سبحانه ...
الحقيقة كان أروع ماسمعته من تفسير للجملة
التي نرددها قبل ان نبدأ أي عمل ..
*"بسم الله الرحمن الرحيم"*
=========(التصحيح والبيان)===========
هذا كلام كذب، والكذب فيه بيّن.
1- من هو اللغوي اللبناني؟
مجهول؛
ما القناة التلفزيونية؟
مجهول؛
من المستشرق الإنجليزي؟
مجهول.
فأنى يُصدق كلام من مجاهيل،
فالقصة معالمها واضحة مخترعة.
2- قوله (لماذا يوجب الله أن تبدأ تلاوتك ب بسم الله الرحمن الرحيم):
هذا كلام غير صحيح، البسملة سنة، تاركها غير آثم إلا أنه تارك لسنة،
وليس كما ادعي كذباً على الله أن الله أوجبها قبل التلاوة،
بل إنه لا يجوز قراءة البسملة قبل قراءة سورة التوبة.
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله:
"التسمية سنة في الصلاة وخارجها، فلو قرأ الفاتحة
ولم يسم أو قرأ شيئاً من السور ولم يسم صحت على الصحيح". ا.هـ
3- قوله (لماذا لم يكتفِ بكلمة الرحمن فقط):
هذا سؤال لا معنى له.
أ-الله عز وجل جعل البسملة هكذا،
فالله ⟨⟨لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ⟩⟩.
ب-إنما ألحقت كلمة الرحمن بكلمة الرحيم،
إذ أن الرحمن صفة لله عز وجل،
والرحيم أي المنعم برحمته هذه لخلقه.
قال ابن القيم رحمه الله:
"الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه،
والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم، فكان الأول للوصف
والثاني للفعل فالأول دال على أن الرحمة صفته،
والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته،
وإذ ا أردت فهم هذا فتأمل قوله"وكان بالمؤمنين رحيما"
وقوله"إنه بهم رءوف رحيم"ولم يجئ قط (رحمن بهم)
فعلم أن رحمن هو الموصوف بالرحمة، ورحيم هو الراحم برحمته"
ا.هـ من بدائع الفوائد (1/ 24).
فهو (الرحمن) المتصف بالرحمة الواسعة،
(الرحيم) الذي يوصل رحمته إلى خلقه.
4- قوله (الرحمن على وزن فعلان وكل كلمة في اللغة العربية
على هذا الوزن تزول بزوال أسبابها
فمثلا جوعان يزول الجوع بتناول الطعام):
هذا هو المعنى الحرفي لعبارة (أي كلام).
قوله أي كلمة باللغة العربية، شملت الأسماء،
فكيف يزول اسم سمعان وحمدان وغيرها؟
وما هي أسباب هذه الأسماء أصلاً؟!
الأسماء لا تعلل،
أ- فيتضح بلا ريب فساد هذا الكلام وعدم منطقيته أصلاً،
فضلاً على أن هذا الكلام لا يوجد في قواعد اللغة العربية أصلاً.
ب- القول أن صفة الرحمن قد تزول بزول سببها، هو كلام كفر بواح؛
إذ أن من ينفي عن رب العزة صفة الرحمة ويدعي أن اسماً
من أسماء الله عز وجل قد تزول لأنها مسببة ولها علل،
فقوله قولٌ كفري، وإن قاله وهو يقصده ويفهمه وتعمده فقد كفر.
حتى حين يغضب الله، لا يزول عنه اسم الرحمن
ولا تزول عنه عز وجل صفة الرحمة.
ج- الجملة غير منطقية، لا معنى لقول أي كلمة
على وزن كذا تزول بزوال سببها،
الأحوال قد تتغير لا الكلمات تزول.
ما الذي يجعل كلمة تزول؟!
إنما الصحيح أن الذي يزول هو الحالة نفسها، شخص شبعان،
مر وقت فجاع، فزال شبعه؛ لكن أن تزول الكلمة
فهذا يدل أن الذي كتب لا علاقة له باللغة لا من قريب ولا من بعيد.
5- قوله(لذلك يرتعب العربي عندما يقرأ الرحمن فقط):
قول فيه جهل مركب.
أ- الرحمن اسمٌ عجيبٌ رقيق،سبحان من اجتمعت عليه القلوب،
ولا تجد الاسم يقال إلا ويُشعر بالسكينة؛ وقليل أن تجد
من يسمى عبدالرحمن وليس فيه رقة ورحمة، حتى وإن كان
فيه صفات أخرى؛ حتى أني شعرت باستكانة الآن
وأنا أكتب عن اسم الرحمن، فسبحان الرحمن الرحيم.
ب- قال عربي، أي (مسلم أو غير مسلم)؛ طبعاً الأمر لا يحتاج بيان
أنك لو مكثت ساعة تقول الرحمن لأحدهم سواء مسلم أو كافر
لتخويفه فلا مجال لأن يشعر بذرة خوفٍ
وأنت تذكر اسم الله الدال على عظيم رحمته.
ت- رَحْمَان - الرحمان:
على وزن " فـَعلان" اسم فاعل مبالغة عظمى من "رَحِمَ - يَرْحَمُ":
الأكثر رحمة من جميع ما سواه من الراحمين:
وهو الله أرحم الراحمين. ا.هـ
ث- قال البيهقيُّ في "الأسماء والصفات":
وبِناءُ"فَعْلان" في كلامهم -أي: كلام العرب- بناءُ المبالغة،
يُقال لشديد الامتلاء: مَلْآن، ولشديد الشِّبَع شَبْعان ...
والرحيم على وزن "فَعيل" بمعنى فاعل؛ أي: راحم،
وبناء "فعيل" أيضًا للمبالغة؛ كعالم وعليم. ا.هـ
ج- عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
"هما اسمان رقيقانِ، أحدُها أرقُّ من الآخر"،
قال ابن كثير في تفسيره: أي: أكثرُ رحمةً. ا.هـ
ح- قال النسفي في بيان السبب في كون:
"الرحمن" أبلغ من "الرحيم"، قال: لأن في "الرحيم" زيادة واحدة،
وفي "الرحمن" زيادتين، وزيادة اللفظ تدل على زيادة المعنى؛
(مدارك التنزيل وحقائق التأويل). ا.هـ
6- قوله (كان أروع ماسمعته من تفسير):
بل هو من أكذب ما ورد في أمر البسملة.
والله أعلى وأعلم
ميسرة أحمد عبدالله