أبوعائشة
عضو مشاغب
- سجل
- 26 ديسمبر 2020
- المشاركات
- 11,044
- الحلول
- 8
- التفاعل
- 6,908
- الإقامة
- دولة الإمارات العربية المتحدة
- الجنس
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
إنَّ في الجسدِ مُضْغةً، إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجسدُ كلُّهُ ألا وَهِي القلبُ، ولهذا القلبِ عباداتٌ عظيمةٌ، مِن أهمِّها التوكلُ على اللهِ، وقد أَمَرنا ربُّنا أن نتوكَّلَ عليهِ فقالَ سُبحانَهُ: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا﴾ ([1])، ولهذا كانَ مِن علاماتِ أهلِ الإيمانِ التوكلُ على اللهِ، كما أَخبَرَ سبحانَهُ في سَبعَةِ مَواضِعَ مِن كتابِهِ ﴿وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ ([2]).
والتوكلُ هُو صِدْقُ اعتمادِ القَلبِ على الله تعالى في جَلبِ المصالحِ ودفْعِ المضارِ مِن أُمورِ الدّنيا والآخرةِ ([3])، ويكونُ ذَلِكَ باتِّخاذِ الأَسبابِ والتَّوكل على رَبِّ الأَسبابِ سُبحانَهُ وتَعالى، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ، أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قَالَ ﷺ: «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ» ([4])، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: «كَانَ أَهْلُ اليَمَنِ يَحُجُّونَ وَلاَ يَتَزَوَّدُونَ، وَيَقُولُونَ: نَحْنُ المُتَوَكِّلُونَ، فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ سَأَلُوا النَّاسَ، فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ [البقرة: 197]» ([5]).
إنَّ من الأخطاءِ عندَ بعضِ الناسِ التَّواكُلَ وتَركَ الأَخذِ بالأسبابِ لذلِكَ قال النَّبيُّ ﷺ: «لاَ تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا» ([6])، فخافَ ﷺ على النَّاسِ مِن إِهمالِ الأَسبابِ، ولا يخفى أنَّهُ لا تَعَارُضَ بين التَّوكُّلِ مع الأخذِ بالأسبابِ، قال ابنُ حَجَرٍ: فَالتَّوَكُّلُ لَا يُنَافِي تَعَاطِي الْأَسْبَابِ لِأَنَّ التَّوَكُّلَ عَمَلُ الْقَلْبِ وَهِيَ عَمَلُ الْبَدَنِ ([7]) .
ويجبُ أنْ تَكونَ هذه الأَسبابُ جَائزةً شَرْعاً أو قَدَراً، ويَتَعلَّقَ القَلبُ بالله سُبحانَهُ عِندَ فِعلِ السَّبَبِ لأنَّ الأَمرَ كُلَّهُ بِيدِ الله وتَحتَ مَشِيئتِهِ، ولَقَد كان نَبيُّنا ﷺ أعظمَ النّاسِ توكُّلاً على الله ولم يمْنعْهُ ذَلِك مِن اتِّخاذِ الأَسبابِ مَعَ تَعَلُّقِ القَلْبِ بِاللهِ سُبحانَهُ كما في حَادِثةِ الهجْرةِ عِندما اتَّخذَ أَبا بكرٍ الصِّديقِ صاحباً، وهاجَرَ ليْلاً وسَلَكَ طَريقاً بعيداً حتى وَصَلَ المدينةَ، وفي أَثْناءِ الحادثةِ كان ﷺ يَغْرِسُ التَوكُّلَ على الله في نَفْسِ أبي بَكرٍ -رضي الله عنه-، قال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ -رضي الله عنه-: إنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ حَدَّثَهُ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُؤوسِنا وَنَحْنُ فِي الْغَارِ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ، أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ فَقَالَ: «يا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا» ([8]).
إِنَّ التَوَكُّلَ على اللهِ مَعَ الأخذِ بالأسبابِ مِن صفاتِ الأنبياءِ ومن سِماتِ الصَّالحينَ الأتقياءِ، وهي تُورِثُ صاحِبَها النَّصْرَ والشّجاعةَ والحِفظَ مِنَ الشَّيطانِ، ونيلَ مَحبةِ الرَّحمنِ، قال سُبحانَهُ: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ ([9])، وقالَ تَعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ ([10]).
([1]) الفرقان:58
([2]) آل عمران:122
([3]) جامع العلوم والحكم: ص 409
([4]) الترمذي:2517
([5]) البخاري:1523
([6]) رواه الشيخان
([7]) فتح الباري:6/82
([8]) رواه الشيخان
([9]) النحل:99
([10]) آل عمران:159
والتوكلُ هُو صِدْقُ اعتمادِ القَلبِ على الله تعالى في جَلبِ المصالحِ ودفْعِ المضارِ مِن أُمورِ الدّنيا والآخرةِ ([3])، ويكونُ ذَلِكَ باتِّخاذِ الأَسبابِ والتَّوكل على رَبِّ الأَسبابِ سُبحانَهُ وتَعالى، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ، أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قَالَ ﷺ: «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ» ([4])، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُمَا- قَالَ: «كَانَ أَهْلُ اليَمَنِ يَحُجُّونَ وَلاَ يَتَزَوَّدُونَ، وَيَقُولُونَ: نَحْنُ المُتَوَكِّلُونَ، فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ سَأَلُوا النَّاسَ، فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ [البقرة: 197]» ([5]).
إنَّ من الأخطاءِ عندَ بعضِ الناسِ التَّواكُلَ وتَركَ الأَخذِ بالأسبابِ لذلِكَ قال النَّبيُّ ﷺ: «لاَ تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا» ([6])، فخافَ ﷺ على النَّاسِ مِن إِهمالِ الأَسبابِ، ولا يخفى أنَّهُ لا تَعَارُضَ بين التَّوكُّلِ مع الأخذِ بالأسبابِ، قال ابنُ حَجَرٍ: فَالتَّوَكُّلُ لَا يُنَافِي تَعَاطِي الْأَسْبَابِ لِأَنَّ التَّوَكُّلَ عَمَلُ الْقَلْبِ وَهِيَ عَمَلُ الْبَدَنِ ([7]) .
ويجبُ أنْ تَكونَ هذه الأَسبابُ جَائزةً شَرْعاً أو قَدَراً، ويَتَعلَّقَ القَلبُ بالله سُبحانَهُ عِندَ فِعلِ السَّبَبِ لأنَّ الأَمرَ كُلَّهُ بِيدِ الله وتَحتَ مَشِيئتِهِ، ولَقَد كان نَبيُّنا ﷺ أعظمَ النّاسِ توكُّلاً على الله ولم يمْنعْهُ ذَلِك مِن اتِّخاذِ الأَسبابِ مَعَ تَعَلُّقِ القَلْبِ بِاللهِ سُبحانَهُ كما في حَادِثةِ الهجْرةِ عِندما اتَّخذَ أَبا بكرٍ الصِّديقِ صاحباً، وهاجَرَ ليْلاً وسَلَكَ طَريقاً بعيداً حتى وَصَلَ المدينةَ، وفي أَثْناءِ الحادثةِ كان ﷺ يَغْرِسُ التَوكُّلَ على الله في نَفْسِ أبي بَكرٍ -رضي الله عنه-، قال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ -رضي الله عنه-: إنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ حَدَّثَهُ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُؤوسِنا وَنَحْنُ فِي الْغَارِ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ، أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ فَقَالَ: «يا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا» ([8]).
إِنَّ التَوَكُّلَ على اللهِ مَعَ الأخذِ بالأسبابِ مِن صفاتِ الأنبياءِ ومن سِماتِ الصَّالحينَ الأتقياءِ، وهي تُورِثُ صاحِبَها النَّصْرَ والشّجاعةَ والحِفظَ مِنَ الشَّيطانِ، ونيلَ مَحبةِ الرَّحمنِ، قال سُبحانَهُ: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ ([9])، وقالَ تَعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ ([10]).
([1]) الفرقان:58
([2]) آل عمران:122
([3]) جامع العلوم والحكم: ص 409
([4]) الترمذي:2517
([5]) البخاري:1523
([6]) رواه الشيخان
([7]) فتح الباري:6/82
([8]) رواه الشيخان
([9]) النحل:99
([10]) آل عمران:159