العبد الفقير إلى الله
عضو ذهبي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
*********************************************
يوصف الله عزَّ وجلَّ بأنه السُّبُّوح، وهذا ثابت بالسنة الصحيحة، والسُبُّوح من أسماء الله تعالى،
أثبته
الحافظ ابن منده (2) ،
وشيخ الإسلام ابن تيمية (3) ،
والشيخ العثيمين (4) .
· الدليل:
حديث عائشة رضي الله عنها؛ قالت: كان رسول الله ﷺ يقول في ركوعه وسجوده: ((سُبُّوح قُدُّوس رب الملائكة والروح)) (5) .
المعنى:
قال الفيروزأبادي في (القاموس المحيط): (سُبُّوح قُدُّوس-ويفتحان- من صفاته تعالى؛ لأنه يُسَبَّحُ ويُقَدَّس).
وقال ابن قتيبة: (ومن صفاته: (سُبُّوح)، وهو حرف مبني على (فُعُّول)، من (سبَّح الله): إذا نَزَّهه وبرَّأه من كل عيب، ومنه قيل: سبحان الله؛ أي: تَنْزيهاً لله، وتبرئة له من ذلك) (6) .
وقال الخطابي: (السُبُّوح: المنَزَّه عن كل عيبٍ، جاء بلفظ فُعٌّول، من قولك: سبَّحتُ الله أي: نزهتُه) (7) .
وقال النووي في شرح الحديث المتقدم: ((قولـه: سُبُّوح قُدُّوس)): هما بضم السين والقاف وبفتحهما، والضم أفصح وأكثر. قال الجوهري في (فصل: ذرح): كان سيبويه يقولـهما بالفتح. وقال الجوهري في (فصل: سبح): سُبُّوح من صفات الله تعالى. قال ثعلب: كل اسم على فَعُول؛ فهو مفتوح الأول؛ إلا السُّبُّوح والقُدُّوس؛ فإن الضم فيهما أكثر، وكذلك الذُّرُوح، وهي دويبة حمراء مُنَقَّطَة بسواد تطير، وهي من ذوات السموم. وقال ابن فارس والزبيدي وغيرهما: سُبُّوح هو الله عزَّ وجلَّ؛ فالمراد بالسُّبُّوح القُدُّوس المسَبَّح المقدَّس؛ فكأنه قال: مُسَبَّحٌ مُقَدَّسٌ رب الملائكة والروح، ومعنى سُبُّوح: المبرأ من النقائص والشريك وكل ما لا يليق بالإلهية، وقُدُّوس: المطهر من كل ما لا يليق بالخالق، وقال الهروي: قيل: القُدُّوس المبارك. قال القاضي عياض: وقيل فيه: سُبُّوحاً قُدُّوساً على تقدير: أسبح سُبُّوحاً أو أذكر أو أعظم أو أعبد.
وقولـه: ((رب الملائكة والرُّوح))؛ قيل: الرُّوح ملك عظيم. وقيل: يحتمل أن يكون جبريل عليه السلام. وقيل: خلق لا تراهم الملائكة كما لا نرى نحن الملائكة، والله سبحانه وتعالى أعلم) (8) .
المصدر : موقع الدرر السنية
(1) هذا المبحث بالكامل أُخذ من كتاب ((صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة)) للشيخ علوي بن عبد القادر السقاف (ص 41- 430).
(2) ((كتاب التوحيد)) (2/137).
(3) ((مجموع الفتاوى)) (22/485).
(4) ((القواعد المثلى)) (ص19).
(5) رواه مسلم (487)، وأبو داود، والنسائي.
(6) ((تفسير غريب القرآن)) (ص: 8).
(7) ((شأن الدعاء)) (ص: 154).
(8) ((شرح صحيح مسلم)) (4/204).
(9) بدأتُ بهذه الصفة مراعاة لحسن الاستهلال.
(2) ((كتاب التوحيد)) (2/137).
(3) ((مجموع الفتاوى)) (22/485).
(4) ((القواعد المثلى)) (ص19).
(5) رواه مسلم (487)، وأبو داود، والنسائي.
(6) ((تفسير غريب القرآن)) (ص: 8).
(7) ((شأن الدعاء)) (ص: 154).
(8) ((شرح صحيح مسلم)) (4/204).
(9) بدأتُ بهذه الصفة مراعاة لحسن الاستهلال.