العبد الفقير إلى الله
عضو ذهبي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
*********************************************
أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِن أَصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مِنَ الأنْصَارِ، أنَّهُمْ بيْنَما هُمْ جُلُوسٌ لَيْلَةً مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ رُمِيَ بنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ، فَقالَ لهمْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَاذَا كُنْتُمْ تَقُولونَ في الجَاهِلِيَّةِ، إذَا رُمِيَ بمِثْلِ هذا؟ قالوا: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ، كُنَّا نَقُولُ وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ، وَمَاتَ رَجُلٌ عَظِيمٌ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فإنَّهَا لا يُرْمَى بهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى اسْمُهُ، إذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ العَرْشِ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هذِه السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ قالَ: الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ العَرْشِ لِحَمَلَةِ العَرْشِ: مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ؟ فيُخْبِرُونَهُمْ مَاذَا قالَ: قالَ فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَوَاتِ بَعْضًا، حتَّى يَبْلُغَ الخَبَرُ هذِه السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَتَخْطَفُ الجِنُّ السَّمْعَ فَيَقْذِفُونَ إلى أَوْلِيَائِهِمْ، وَيُرْمَوْنَ به، فَما جَاؤُوا به علَى وَجْهِهِ فَهو حَقٌّ، وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فيه وَيَزِيدُونَ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2229 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
يَحكي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما أنَّ رجلًا مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنَ الأنصارِ أَخبرَه أنَّ الصَّحابةَ بينما هم جَالسونَ ليلةً مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: مُصاحِبينَ له رُمِيَ، أي: قُذِفَ بِنجمٍ وَاستَنَارَ، أي: أَضاءَ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما كنتم تقولونَ في الجاهليَّةِ إذا رُمِيَ بِمثلِ هذا؟ ولم يكنْ سؤالُه للاستعلامِ؛ لأنَّه كان عالِمًا بذلك، بل كي يُجيبوا عَّما كانوا يَعتقدونَه في الجاهليَّةِ فَيُزيلَه عنهم ويَقْلَعَه مِن أصْلِه، فَأجابوا: اللهُ ورسولُه أعلم، كنَّا نقولُ: وُلِدَ اللَّيلةَ رجلٌ عظيمٌ أو مات رَجلٌ عظيمٌ، أي: نقولَ تارةً كذا وأُخرى كذا، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فَإنَّها، أي: النُّجومُ لا يُرمَى بها لِمَوتِ أحدٍ ولا لِحياِته ولكنْ ربُّنَا تبارك اسمُه، أي: تَكاثَرَ خيرُ اسمِه إذا قَضى أمرًا سبَّحَ حمَلَةُ العرشِ، ثُمَّ سبَّحَ أهلُ السَّماءِ الَّذينَ يَلُونَهم، حتَّى يَبلُغَ التَّسبيحُ، أي: صوتُه أو نَوبَتُه أهلَ هذه السَّماءِ الدُّنيا، ثُمَّ قال الَّذينَ يَلونُ، أي: يَقْربونَ مِن حمَلَةِ العَرْشِ لِحملَةِ العَرْشِ: ماذا قال ربُّكم؟ فَيُخبرونَهم بما قال تعالى فَيستخبرُ بعضُ أهلِ السَّماواتِ، أي: التَّحتانِيَّة بَعضًا، أي: مِن أهلِ السَّماواتِ الفَوْقانيَّةِ حتَّى يَبلغَ، أي: يَصلَ الخبرُ هذه السَّماءَ الدُّنيا، أي: أَهلَها مِنَ الملائكةِ فَيخطِفُ الجنُّ السَّمعَ، أي: المسموعَ "فَيَقذِفونَ"، أي: الجنُّ يَرمونَ مَسموعَ الملائكةِ إلى أَولِيائِهم مِنَ الكهنةِ والمنجِّمينَ ويَرمونَ، أي: الجنُّ يَقذِفون بِالشُّهبِ، وهذا رميُهم بِالشِّهابِ بعْدَ إِلقائِهمُ الكلمةَ إلى أَوليائِهم فما جاءوا، أي: أَولياؤُهم به على وَجهِه، أي: مِن غيرِ تُصرُّفٍ فيه فهو حقٌّ، أي: كائنٌ واقعٌ، ولكنَّهم "يُقَرِّفون"، أي: يَكذبون فيه ويُوقعونَ الكذبَ في المسموعِ الصَّادقِ، ويَخلطونَه ولا يَتركونَه على وجهٍ غالبَا، ويَزيدونَ، أي: دائمًا كذِبَاتٍ أُخَرَ مُنْضمَّةً إليه.
في الحديثِ: دلائلُ نبوَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه: بَيانُ كذِبِ الكَهنةِ وَالعرَّافِينَ فيما يَدَّعونَه مِن عِلْمهِم لِلغَيبِ
في الحديثِ: دلائلُ نبوَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه: بَيانُ كذِبِ الكَهنةِ وَالعرَّافِينَ فيما يَدَّعونَه مِن عِلْمهِم لِلغَيبِ