وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أستاذنا محمد عمر شرفت الموضوع ...
أخي الكريم اللغة العربية لغة قوية جدا وثريه بكل معني الكلمة وفيها من الكلمات والمفردات والمرادفات ما لا يوجد في أي لغة أخرى والقرآن الكريم نزل باللغة العربية تحديا لمن يتحدثون بها لقوة هذه اللغة ولتكون أوضح من خلاله وضوحا أكثر فقد شمل على الأعجاز وفي نفس اللغة العربية التي يقرأ بها القرآن في الصلوات الخمس في البلدان العربية وغيرها من بلاد المسلمين مما ساعد على أنتشارها في نطاق أوسع خارج البلدان العربية وكما ذكرت أخي الكريم كان الوحي ينزل بالقرآن الكريم على سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم باللغة العربية وبما أن القرآن محفوظ حتى يرفع الى يوم القيامة فثق بأن هذه اللغة باقية الى يوم القيامة بفضل الله سبحانه وتعالى فهي ليست فقط أساس القومية العربية ولكنها من أساس الدين الإسلامي .... وخذ على سبيل المثال لا تجوز الصلاة خلف إمام لا يفقه اللغة العربية ويلحن فيها كثيرا أو قليلا أو بلغة غير العربية فإن الصلاة تبطل.
نعم أخي الكريم اللغة العربية تواجه تحديا كبير مثلما تفضلت والسبب بأن الاعتماد على اللغات الأجنبية أصبح حاليا من متطلبات الحياة العملية فأصبحت المدراس تلجأ الآن لتدريس اللغة الإنجليزية وهذا معمول به منذ فترات طويلة ولكن أدخلت الصينية وبعض اللغات الأخرى من ضمن المنهاج الدراسي بينما ضيقت الخناق على مادة التربية الإسلامية واللغة العربية فأصبح نصيبها أقل من ذلك سؤال هل سمعت في يوما من الأيام بأن طالب في أمريكا على سبيل المثال رسب في مادة اللغة العربية وأعاد السنة بأكملها أو في الصين أو الهند أو أي بلد آخر غير الدول العربية ؟؟؟ لقد جعلوا من هذه المادة مادة أساسية تحت حجة بأنها ليست موهبة وإنما تدرس مثلها مثل بقية المواد كالعلوم والجغرافيا والرياضيات بينما في الندوات يطلقون عليها موهبة فهذا لدية موهبة التحدث بأكثر من لغة قراءة وكتابة أيضا فقد كان الطالب يعيد سنة دراسية كاملة بسبب لغة ربما لن يستخدمها في يوما من الأيام في حياته المهنية أو الخاصة ولكن للأسف أصبحت هذه اللغة من الشروط حاليا لدخول الجامعات تحت مسمي إمسات وغيرها ومن الأسماء المختلفة ومن ثم شرطا من شروط قبولك في الوظائف سواء الحكومية أو القطاع الخاص.... ومن هذا المنطلق نقول كيف تريد من شخص أن يفخر بلغة تصل إليه مترجمة من لغات أخرى تقوم بالاختراع والتصنيع ومنتج قوى ويقبل بمنتج تقليد للمنتج الأصلي مصنع بأيدي عربية وعند المقارنة تجد الفارق كبيرا لماذا سؤال يحتاج أجابه بالرغم من الجواب واضح للعيان... ولكن والحمد لله رب العالمين بدأ الوعي والانتباه لخطورة هذه المشكلة وقد أصبحت الدول العربية على وعي كافي والحمد لله رب العالمين فقد وصلنا لدرجة تستطيع هذه الدول الاعتماد على أبنائها من خلال تدريسهم المنهاج الصحيحة والمفيدة والتي تخدم مصلحة الدولة ومن ثم قطاع العمل وأصبح قطاع العمل في الوقت الحالي بيئة جاذبة للشباب المتعلم الواعي والحمد لله رب العالمين.
العولمة الخصخصة ثم تبعتها ألفاظ كثيرة عربت لا تمت للعروبة لا من قريب ولا من بعيد بغية نشر بعض الثقافات الغربية والغريبة أيضا في المجتمعات العربية وتغيير الفكر وما يتبعه من عادات وتقاليد وكما تطرقت أخي الكريم فإن اللغة الفصحى حاليا لا نسمعها إلا في الندوات والقنوات الإذاعية العربية أما أن جلست وتحدثت بها في أحد المجالس سوف ينظر إليك بنظرة غريبة ماذا يقول... المدراس تتقيد بها في الصفوف أما خارج الصفوف فلا في الشارع تسمع لهجات كثير وأخوتنا من الجنسيات الآسيوية كثر وكل منها سمعها في بلد أو من لجهة منطقه في نفس البلد وأسمع طريقة التحدث بها وللأسف هم لا يتحدثون معهم بالطريقة الصحيحة ولكن عندما يأتي زائر أجنبي لبلدك تراه يحدثك باللغة العربية الفصحى إلا تستغرب ذلك ... .
نعم أخي الكريم لاحظنا ذلك ولكن كما ذكرت سابقا بأن هذا يعتبر من اظهار مستوى التعليم للمتحدث الذي يخلط الكثير من الكلمات الإنجليزية في العربية ظنا منه أنه بهذه الطريقة سوف يظهر للناس مستواه التعليمي بينما هو لا يفقه أكثر من ذلك وقد يتعمد البعض ذلك ويقولك لك لا أفقه اللغة العربية بالرغم من أنه من بلد عربي ويحمل نفس جنسية هذا البلد ومن عائلة معروفة ويعتذر بأنه تعلم بهذه الطريقة وأنه كثير الاختلاط بالأجانب لهذا لا يتحدث العربية كثيرا الخ ... طبعا هذا ليس بعذر ....
حدث معي أخي هذا الموضوع كثيرا للأسف الشديد عرب تراجعهم في المصارف في الدوائر في القطاع الخاص وفي أماكن أخرى نعم عرب ولكنه يتحدث معك باللغة الإنجليزية وعندما تسأله ألست بعربي يقول نعم فتقول له ولم تحدثني باللغة الإنجليزية يبدأ بالاعتذار نعم من البشاعة أن يحدث هذا معك دائما للأسف الشديد.
في دولة عربية وتصلك للأسف من القطاعات المصرفية والتي تحمل أسماء عربية ومن بعض الجهات الرسمية أو منافذ البيع الرسائل الإلكترونية باللغة الإنجليزية للأسف الشديد هناك الكثير والكثير ....
أحسنت أخي الكريم ولكن يبدو بأنك تعيش في عالم الخيال في الوقت الحالي لا تجد هذا الأمر سوى في مادة اللغة العربية التي تدرس في المدارس أو في دور القضاء أو المساجد والمحاضرات والندوات أو المقابلات مع بعض الشخصيات المهتمين باللغة العربية أما خلاف ذلك فاللهجة البديلة هي العامية أو اللغة الإنجليزية أو الشائعة لدى البعض وهي الأردو وقليلا من هذا وذاك...
أحسنت مرة أخرى أخي الكريم نعم لغتنا العربية لغة جميلة وفيها ما فيها من البلاغة ولكن لنركب معك الطائرة ونتوجه لأية دولة أوربية هل تجد حرفا عربيا واحدا مكتوب على اللوحات الإرشاد المرورية أو محلات البقالة أو ما يطلق عليها السوبر ماركت أو الأسواق أو المنتجات الخاصة بهم والغير مخصصة للتصدير أو حتى في صحفهم وغيرها بينما تجد في الدول العربية بأكثر من لغة وخاصة الإنجليزية هؤلاء حافظوا على هويتهم فعندما تذهب إليهم ستكون مجبورا على التحدث باللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو غيرها ويعتزون بلغتهم ولكن عندما يأتون إليك يجدون كل شيء ميسرا اللوحات الإرشادية بالإنجليزية وأكثر من لغة منافذ البيع أيضا وقس على ذلك الصحف والمجلات المصارف وكل مكان فأين الصعوبة التي ستجبره على التعلم فلن يتعلم إلا من جاء ليتعلمها أما الباقي فلغته موجودة أينما ذهب وهنا نسأل أيضا الى أين اللغة العربية....
مشاركتك في الموضوع أثرته بالطيب والمفيد شكرا لك للحضور الطيب والمشاركة في الموضوع.